أعمالك المنزلية: كيف تحولين العادة إلى عبادة ؟
غسل الملابس وكيها لم يعد مشكلة
لا شك أنك تحملين هم الغسيل والكي. ولكن تذكري أن هذه الملابس نعمة عظيمة من الله عز وجل، حيث قال في كتابه العزيز:
" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ " .
إنها تستر عوراتنا، ونتجمل بها، ونتقي بها الحر والبرد ، فكم من أناس قاموا بصنعها وحملها وبيعها ، فحافظي على هذه النعم وتفكري فيها واحمدي الله عليها ، واطلبي منه عز وجل أن يحفظها عليكم ويزيدكم منها، فكم من أناس لا يجدون ما يلبسونه أو يفترشونه !!
• تذكري أن الصلاة تحتاج إلى طهارة حسية ومعنوية في البدن وفي الثوب وفي المكان، وأنت من يقوم بنظافة وغسل الملابس والمكان، فكم يكون لك من الأجر وكم يوضع في ميزانك يوم القيامة بصلاة أهل بيتك في الملابس والأماكن التي تقومين بتنظيفها؟!
• ألا سمعت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
" اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد " ؟
إن هذا العمل يذكرك بالذنوب وكثرتها وأثرها في القلب الذي يحتاج إلى التطهير كل وقت ، فاستغفري الله دائماً وتطهري باستمرار ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )،وليكن تكرار الغسيل سبباً لتكرار الاستغفار والتوبة والحرص على تطهير القلب.
• عند الكي تفكري في حرارة المكواة وتذكري نار جهنم – والعياذ بالله – فيساعدك هذا على تجنبها بالمحافظة على الطاعات والبعد عن المعاصي .
• تذكري أن هذه المكواة وغيرها من الأجهزة وهذه الكهرباء نعم عظيمة من الله عز وجل قد هدى البشر لاكتشافها واستخدامها لتوفير الوقت والجهد والمال، فاشكري الله على هذه النعم واستغلي الوقت الباقي لطاعة الله عز وجل.
• تذكري أن كي الملابس عمل تجميلي وتكميلي لمظهر الإنسان ، وأن صفة التجميل والتكميل لعلاقة الإنسان مع خالقه ثم مع الناس هي من صفات المؤمن، وهي من الإحسان الذي يحض عليه هذا الدين.
سـلوكيـات: • تعودي غسل الملابس أولا بأول حتى لا يتراكم ، وخوفاً من طوارئ الجو وتقلباته أو اختلاف ظروفك ، فلا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد.
• قد يتعطل الزوج عن قضاء بعض المصالح أو الوفاء ببعض المواعيد ، لعدم وجود ملابس نظيفة أو مكوية، وقد يمتنع الابن عن الخروج لنفس السبب ، وقد تحدث المشكلات الأسرية بسبب التخلف عن أداء هذا الواجب البسيط بسبب الكسل أو الإهمال. فالنظام والترتيب للأوقات والأعمال، بل وتدوين برنامج يومي لكافة الأعمال المطلوبة، يمنع كل هذه الأمور.
• اعلمي أنك وزوجك وأولادك محل أنظار الناس ، وأول ما قد يقع عليه النظر الملابس ، فاجعلي الناس يحسنون الظن بربة البيت النظيفة المهندمة ، فالإسلام كما يهتم بالباطن يهتم بالظاهر أيضاً. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتجمل لإخوانه عند الخروج إليهم، وكان يدعو عند الاجتماع للجمع والأعياد إلى لبس الأجمل والأحسن .
• الملابس النظيفة والمكوية تضفي على شخصية الزوج والأولاد الاحترام وتعطيهم الثقة في مقابلة الناس ومخالطتهم بلا تحرج، وتربي في النفس الثقة وقوة الشخصية؛ فلا تتردد ولا تنزوي حرجاً من الناس.
• إذا كنت ممن ينشرن الغسيل بمنشر النافذة فاحرصي على ستر عورتك وستر عورة البيت عند فتح النافذة حتى لا تفاجئي بالأنظار تقتحم بيتك بقصد أو بدون قصد .
• احرصي على عصر الغسيل جيداً قبل نشره على حبال النافذة؛ حتى لا يتساقط ماؤه على الجيران أو على المارة في الشارع، فإن حسن الخلق وحسن الجوار من الدين .
• عند نشر الغسيل وترتيبه على الحبال احرصي وضع الملابس الداخلية لجميع أفراد الأسرة إلى الداخل وعدم إظهارها.
• لا تنسي أنك قدوة ، فعليك بالصبر على أذى الجار وعدم المعاتبة الدائمة والشديدة عندما تجدين غسيلك قد سقط عليه شيء من عند الجيران، سواءً عن قصد أو إهمال، بل اجعلي ذلك سبباً للحديث الطيب الذي يقربك منهم.
منقول