عود على بدء .. معنى الاستخارة في الزواج المشكلة:السلام عليكم، في الحقيقة أرغب في الزواج ولم أبد ذلك لأحد، ولكن أخبرني الأهل بفتاة معينة من باب الكلام فقط، فقلت أستخير الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما أشرع في صلاة الاستخارة أشعر بعدم ارتياح، ويكون هذا قبل صلاتها، ولا أدري هل هذه حالة توتر أم استخارة من الله؟ والله أعلم.
وهذا مع أنني لم أخط خطوة من ناحية التقدم أو حتى السؤال، ولكن من باب الكلام بيني وبين الأهل فقط، وكانت أيضا استخارتي من باب الزواج و المبادرة فيه؛ حيث إنني من فترة أسأل الله بأن ييسر لي سبل الزواج.
وفي البداية كانت الفكرة وطريقة عرضها مفاجأة بالنسبة لي؛ لأنني كنت خجلاً بأن أبدأ الكلام في هذا الموضوع مع أهلي، وكنت أنتظر حتى يأتي الموضوع منهم، ولكن وجدت نفسي قد فتحت الموضوع معهم ولا أعرف كيف حدث ذلك.
وأرجو أن توضحوا لي أمرًا مهمًا، وهو إذا انتهيت من الاستخارة، وشعرت بعدم الارتياح وكانت سيرة الناس الذين أود التقرب إليهم طيبة، ومن أهل الخير، فماذا يجب علي أن أفعل؟ هل أتشاور مع أهل الرأي لاختيار الأصلح، أم أصرف نظري عن الموضوع ككل؟ أو ماذا أفعل؟ الرجاء إفادتي في هذا الموضوع، وفي أسرع وقت إن أمكن، وجزاكم الله خيرا.
الحل: د.عمرو أبو خليلونضيف هنا ما يزيد الأمر وضوحًا ، يفهم كثير من الناس معنى صلاة الاستخارة فهمًا يؤدي إلى مشاكل كثيرة؛ حيث يترتب على فهمهم الخاطئ نتائج في حياتهم العملية يكون لها أثار بعيدة المدى في حياتهم.
وبالرغم من أن السؤال يبدو أقرب لقسم الفتوى لبيانه، فإن ما يترتب عليه من آثار نفسية واجتماعية حيث تقع أغلب استخارات الناس في قضايا الاختيار الاجتماعي، وهو ما جعلنا نخوض في المسألة؛ حيث إن كثيرًا من الناس يتصور أنه بعد صلاة الاستخارة سيأتيه شعور بالارتياح أو عدم الارتياح يدله على نتيجة هذه الاستخارة أو على الرأي أو القرار الذي يجب أن يتخذه.
والحقيقة على غير ذلك؛ لأنه كما ذكرت في رسالتك كمثال، فإن الإنسان عندما تختلط عليه الأمور، ويكون في حيرة من أمره يصاب بحالة من التوتر تجعله يشعر بعدم الارتياح بصورة عامة، وهو ما يجعله لا يقدم على الموضوع هروبا من الحيرة والقلق والتوتر، ويصيغ ذلك في صياغة دينية يريح بها نفسه، فبدلا من أن يواجه نفسه بالمشكلة، ويحاول حلها بالطريقة الصحيحة بدراسة احتمالات حلها وفرضية كل حل وسلبياته وإيجابياته، فإنه يلقي ذلك على صلاة الاستخارة، ويقول لم أشعر بالارتياح، ويتهرب من الاختيار أو يختار عدم الاختيار.
والحقيقة أن صلاة الاستخارة في معناها وفي حقيقتها هي دعاء لله عز وجل بعد اتخاذ كل الأسباب في حل المشاكل وفي التفكير في الاختيار الصحيح، دعاء لله أن يوفقني للحل الصحيح ويبعد عني الحل الخاطئ بعلمه وقدرته.
وبعد الصلاة أقوم بإرادة كاملة وبوعي صحيح باختيار ما دلني عليه العقل وبالمنطق والموضوعية، وأسير فيه وأتوكل على الله، فإما أن يقدر الله أن يتم هذا الاختيار ويصل إلى نهايته، أو أن تحدث العراقيل وتبدو السلبيات والعوائق التي كنت قد قدرتها في تفكيري بصورة معينة ولكن ظهر أنها أكبر وأشد مما فكرت؛ فتوقف الاختيار.
وفي كل الحالات يكون هذا هو اختيار الله عز وجل لي بعد اتخاذي للأسباب، سواء بالتفكير السليم الحقيقي.
وبذلك ففي حالة وجود فتاة طيبة من أسرة كريمة عليك بصلاة الاستخارة ثم الإقدام على التقدم والخطبة طالما أنك تراها من الوجهة الموضوعية مناسبة لك، وشعورك بعدم الارتياح من التوتر لإقدامك على الموضوع وليس هو نتيجة صلاة الاستخارة، فإذا كان به خير فسيمضيه الله، وإذا كان به شر فسيمنعه الله عنك، هذه هي الاستخارة وهذه كيفية التعامل معها بمثال محلول.
ويمكنك الرجوع إلي قسم الفتوي بموقعنا لمزيد من التفاصيل ...
وأهلا بك دائماً .
منقول - اسلام اون لاين
بتصرف بسيط