لقد كثرت الشكاوى من الأهالي بسبب عناد أبنائهم، وعند قراءتي أكثر لأعرف ما هي الأسباب وما هي طرق العلاج وجدت أن أغلب من تحدثوا في هذا الموضوع هم أساتذة علماء النفس وأساتذة تربويون، ولكن أغلبهم أجمع بأن الطفل يبدأ في عناده إما بسبب اضطرابات نفسية أو عصبية وأنه يعاند حتى يثبت وجوده ويجعل له رأيا.
وأتوا بأمثلة: فالطفل إما أن يريد أن يرتدي رداء خفيفا في وقت برد، أو أنه يريد اختيار لعبة مختلفة، أو أنه يريد تقليد الأب أو الأم في أشياء كثيرة، وهذا من وجهة نظري لخبرتي في التعامل مع الأطفال حق مشروع لهم ومساعد على تكوين شخصيتهم، وأنه لا عناد في ذلك بل هو تقليد وجميعنا يحب أن يكون أبناؤه مثله، وهي أمور جميعها لها حل، كأن نترك الطفل يرتدي ما يريد ونأخذ له معطفا ثقيلا معنا؛ وهكذا فهي أمور يمكن حلها بسهولة والاستفادة منها، ولكنها ليست القضية المهمة لنا.
وقد وجدت أن هناك أسبابا أخرى لم تذكر مثل:
* الإعلام الفاسد:لو تذكرنا معا البرامج التي كانت تذاع على أيامنا للأطفال، نجد أنها كانت عبارة عن أفلام القط والفأر ميكي وبندق، وليس أكثر من ذلك، وكان القائم على هذه البرامج ندعوه بماما فلانة وكانت تتحدث مع الأطفال عن الصح والخطأ وتتعامل معهم بشكل جميل فيه رأفة بهم واحترام لمكانتها وكانت تبث فيهم سماع كلام الأبوين والحرص على عدم إغضابهما.
أما الآن فنرى البرامج بلا هدف ولا يوجد بها احترام للكبير، وإنما العمل على فساد الطفل، عن طريق الفيديو كليب الجديد والذي يدس للأطفال السم في العسل من خلال بث أغان للأطفال ويقوم بتمثيلها الصغار وتكون ألوانها جميلة والديكور أجمل والحركات تجذب الأطفال للانتباه.. ولكن هل علمنا في يوم ما هو مغزى هذه الأغنية؟.
منها ما قامت بتعليم الطفل أن عليه أن ينتقم من الكبير لأنه سكب ماء على طفلة صغيرة، ومنها ما يدعو للتفكير في مضايقته لأنه رفض له طلبا مثلا، وبرنامج آخر يتحدث فيه الأطفال على الهاتف مع مقدمين البرنامج ونجد عدم احترام متبادل وألفاظ غير لائقة وأن مقدمين البرنامج فرحون بهذا النوع من الأطفال! وهناك من الأمثلة الكثير لا تحصى ولا تعد والضحية أبناؤنا!.
* تقليد الغرب في المساوئ وترك المحاسن:ففي الغرب الآن لا يوجد احترام لا بين الطفل وأهله ولا في المدرسة، وهذا طبقا للقانون الغربي ونحن الآن نطبق هذا الشيء.. تركنا ما في الغرب من فوائد يمكن أن تفيدنا في تدريس أبنائنا وطرق جديدة لتوصيل المعلومات وأخذنا منهم ما هو ضار ألا وهو عدم الاحترام؛ فنجد الطفل يتفنن في مضايقة أهله أو مدرسته ويعلم أنهم لا يستطيعون عقابه لأنهم سيتعرضون للمساءلة القانونية، حتى المعلمون في المدارس يتعرضون للمساءلة في حالة منعهم الطفل من القيام بشيء ما، فليس من حق المدرسة أن تعاقب الطفل!.
والآن أختنا الفاضلة..
هاتان هما أهم نقطتين شعرت بأنهما سبب في عناد أبنائنا، وعليك أن تستخدمي وسيلة الثواب والعقاب مع ابنتك؛ فلولا خوف بني آدم من النار ما سعوا إلى نيل الجنة؛ ولا أقول أن يكون العقاب طوال الوقت بل يكون الثواب هو الشيء الأكثر وضوحا.
وعليك بالتصميم والحزم وقت العقاب، ولا تنسي أبدا إن عاقبتها بحرمانها من شيء أن تثبتي ولا تأخذك الرأفة بها وتتنازلي عن عقابك، مع ضرورة الاتفاق مع والدها على أن يتحدث أحد منكم وقت العقاب وأن يصدق الآخر على هذا الكلام؛ فلا يحدث تضارب بين الرأيين.
اشغلي وقتها بما هو مفيد لها، وحاولي أن تجعليها تساعدك وأبرزي هذا أمام الجميع، وأكدي على أنها أفضل من قام بمساعدتك في هذا الشيء، ولا ننسى أن كثيرا منا يقع في خطأ كبير دون أن يدري وهو أنه عندما يفعل أحد أبنائنا شيئا نقوم بتقبيله أمام إخوته ونقول هذا أحسن طفل عندي وقتها يحس الآخرون أن عليهم أن يفعلوا شيئا يوصلهم إلى هذه المكانة لكي يكيدوا الآخرين. ولكن عندما نكافئ أحد أبنائنا علينا أن نبرز أن كلا من الآخرين قد قام بفعل أشياء مماثلة في المساعدة من قبل.
اتفقي مع مدرسيها على التعامل معها بطريقة واحدة، وإن عاقبتها المدرسة واشتكت منها فلا تذهبي أمامها وتتحدثي مع مدرستها في هذا العقاب، بل قولي لها هي عاقبتك لأنك أكيد بالفعل فعلت شيئا خطأ وأن تفهميها أن عليها محاولة إرضاء المعلمة؛ لأنها لا تستحق منها إلا الاحترام، وأنها إن عوقبت مرة أخرى بالمدرسة فسوف تعاقب أيضا بالبيت.
إذا أتت في يوم وقالت معلومة سمعتها من معلمتها في المدرسة وأنت تقولين غير هذا الرأي فلا تكذبي المعلمة، حتى إن سألتك ابنتك فقولي لها إن للمعلمة وجهة نظر أخرى حتى لا تضيع هيبة المعلم؛ فعليك تعوديها على احترام الكبير، وإن أخطأت فعليك بعقابها، حتى إن كان أمام الآخرين، وأخبريها أنك لا تفضلين العقاب أمام الآخرين، ولكن إن اضطر الأمر فسوف تفعلين ذلك، ولا مانع من استخدام العصا لمن عصا، ولكن الضرب للتربية وليس للانتقام.
عمل روتين يومي للأطفال ومواعيد محددة للنوم والأكل، وحتى إن لم تنم في وقتها فعليها الذهاب إلى حجرتها تقرأ أو تفعل أي شيء.
اقرئي لها قصصا يوميا قبل النوم، ولا أرى أفضل من قراءة السيرة وقصص الأنبياء والصحابيات، وأن نبرز لها لماذا فضلهم الله على باقي الخلق، وأن علينا اتباع السنة.
وأخيرا سيدتي عليك أن تضعي لها برنامجا لتحفيظ القرآن والأدعية اليومية، وإنها أن بدأت في العناد فقولي لها استعيذي بالله من الشيطان؛ لأنه موجود الآن بيننا.
ووفقك الله إلى تربيتهم تربية صالحة.
منقول - اسلام اون لاين