منتدى عشق الحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصورالاعلاناتدخول

 

 رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ghadah



ghadah


انثى
الاردن
العمر : 46
عدد المساهمات : 638
الأوسمة :
رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" Empty
رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" Wesama10
رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" U210

النقاط : 61676
تاريخ التسجيل : 12/01/2010
الوظيفة : شغالة بمنتداي
كيف تعرفت على منتدانا : مؤسسة المنتدى
برج الثور

رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" Empty
مُساهمةموضوع: رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت"   رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" Empty2010-04-14, 2:19 am

رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" 185269
رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت"
د. عمرو ابو خليل
أومن بأن القصص القرآني من أعظم معجزات القرآن الكريم؛ لذا أقف أمامه طويلا متأملا، لإيماني بعظم المعاني الموجودة في كل قصة فيه، ومن القصص التي تستوقفني كثيرا قصة سيدنا نوح -عليه السلام- وابنه، وأتأمل ذلك الحوار الفريد الدائر فيها بين أب -وهو أحد أنبياء الله المرسلين- وابنه الذي أبى أن يؤمن برسالته، وظل على كفره مع من كذبوا نوحا عليه السلام.

وتتضح مشاعر الأبوة النقية لسيدنا نوح مع ابنه العاق عندما جاءت آيات الله منتصرة له، وجاء الطوفان، وهمّ نبي الله ومن آمن معه بركوب السفينة، فنجده عليه السلام لا ينسى ابنه رغم كفره، وتعالوا نسمع القرآن وهو يصف هذا المشهد المؤثر بين أب حنون محب لولده وابن عاق كافر بالله؛ ففي سورة هود يبدأ الحوار: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} (هود: 42– 47).

درس في التربية

وتعالوا نقف ونتأمل ونتعلم كآباء وأمهات ومربين من هذه الآيات وهذه القصة المؤثرة؟ أول شيء يمكن رصده في هذا الإطار أن كثيرا من الآباء والأمهات خاصة المتدينين منهم يتصورون أنهم يمكن أن يفرضوا التدين على أولادهم، وأنهم ما داموا متدينين فلا بد أن يكون أولادهم كذلك، ويصيبهم التوتر والقلق الشديد إذا ظهر من أولادهم أي رفض أو مقاومة لما يفرضونه عليهم، ويؤدي هذا الانفعال ربما إلى حالة من العنف في التعامل مع هؤلاء الأولاد، وفرض ما يرونه صحيحا عليهم، وتزداد المواجهة حدة وتخرج من إطار التربية والتوجيه السليم إلى إطار: كيف يمكن أن أقبل أن يكون ابني بهذا الشكل؟ أو كيف أتصور أن تكون ابنتي بالصورة الفلانية وأنا الملتزم أو الملتزمة التي يشار إليها بالبنان؟ ويأخذ كل ذلك عنوانا خاطئا هو أننا نحب أن يكون أولادنا في أحسن صورة، وأننا حتى لو اضطررنا إلى أن نفرض عليهم التدين فإنما نفعل ذلك من أجل مصلحتهم.

وبالعودة إلى قصة نوح نجده -وهو النبي المرسل- لم يتعامل مع ابنه العاق إلا بالحوار والتفاهم والدعوة بالموعظة الحسنة، وهو بموقفه هذا لم ير في سلطة الأبوة قوة تجعله يفرض على ابنه الإيمان، ولم ير أن رفض ابنه للحق الذي يحمله يجعله يدخل في حالة من الغضب تخرجه عن منهج الحوار في تعامله مع ابنه، فنجده يقول له في أحلك اللحظات: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}، والابن لعلمه بمنهاج أبيه يرد وهو مطمئن تماما على نفسه، وعلى أن أباه لن يفرض عليه شيئا بالقوة، وتتحرك مشاعر الأبوة الطبيعية في نفس نوح، ويأتي الرد الحاكم من الله {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} لأنه يتحمل مسئولية اختياره، وينصاع نوح لأمر ربه ويستغفره لأنه سأله ما ليس له به علم.

منهج الحوار والتفاهم

إذن فالمعادلة سهلة واضحة ومتمثلة في أن الآباء لن يستطيعوا أن يفرضوا الهداية على أبنائهم، وطريقتهم في تربيتهم هو الحوار والتفاهم والدعوة بالتي هي أحسن، وعندما يختار الأبناء فإنهم يتحملون نتيجة اختياراتهم التي اختاروها بمحض إرادتهم، فلا يحمل الآباء أنفسهم ذنب ما فعله أبناؤهم، فإذا ما جاءت اختيارات الأبناء على غير هوى الآباء فليرضوا وتستقر نفوسهم؛ لأنه لم يكن عيبا في نوح أن ابنه لم يؤمن به، أو يذعن لدعوته، وأخذ نوح عليه السلام بأسباب صلاح ابنه من توجيهه ودعوته إلى الحق حتى آخر لحظة، غير أن الابن صمم على اختياره.

إذن فحالة القلق والتوتر التي يعيشها الآباء وهم يتصورون أنهم يصنعون مصير أبنائهم يجب أن تتوقف، أو تصبح في حدها الصحي الذي يؤدي إلى قيامهم بما عليهم من التوازن في فهم أن تربية الأبناء هي رزق من الله عز وجل مثلما أن الأبناء رزق أيضا من الله، وأننا إذ نوفر لهم أسباب النجاح في حياتهم فإننا لا ننسى التوكل على الله واليقين به في حصولنا على النتيجة.

إن ما تدعو إليه قصة سيدنا نوح مع ابنه هو التوازن والاعتدال والوسطية في إدراك الأمور، فلا هي نظرة متواكلة سلبية لا تتدخل في توجيه الأبناء؛ لأن الله قد قدر لهم نصيبهم الذي لا نملك تغييره، ولا هي النظرة المادية التي لا ترى في الأمر إلا أسبابا ونظريات تطبق لتتحقق النتائج، وكأننا في معمل كيميائي نحضر فيه مستحضرات بمعادلات محسوبة؛ وبالتالي فنحن قلقون في كل لحظة على كل خطوة بألا تحدث كما هو مخطط لها.

إن التوازن من قِبَل الآباء في تربية أبنائهم يؤدي إلى هدوء واستقرار الأبناء، وتسيير حياتهم بدون قلق زائد؛ خاصة أن هذا المنهج يؤكده القرآن، ليس على مستوى علاقة الآباء بأبنائهم فقط بل تجده خطا مستمرا تلمحه بوضوح في علاقة الابن بأبيه في قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه آزر، وفي علاقة الزوج بزوجته في قصة لوط ونوح أيضا مع زوجته.

وليكن التوجيه الأخير للنبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" (القصص: 56) أيضا تذكرة لهذه العلاقة الفريدة بين الرسول وعمه الذي قدم النصرة للدعوة كما لم يقدمها أحد، ولكن أبى إلا أن يموت مشركا، إنها مشيئة الله الحكيمة المبصرة التي تريد أن تعلم البشر أن يقينهم بالله عز وجل في أمور حياتهم يهب لهم الراحة والطمأنينة على مختلف الأصعدة، سواء كان الأمر متعلقا بالرزق أو بالأبناء أو الأزواج أو الآباء.

ولذا فلنهدأ كثيرا ونحن نتعامل مع أبنائنا، ولنقم بما علينا ثم نسلم أمرنا لله؛ لأنه من يتق الله يهدي قلبه. هل وصلت الرسالة؟.


منقول - اسلام اون لاين

رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت" 144569
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3shq-al7ya.yoo7.com
 
رسالة للآباء.."إنك لا تهدي من أحببت"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رخصة الزواج..ضرورة لمحاربة "الفشل الزوجي"
» إقتراحي المطلوب " منتدي إسلامي لخدمة الدين الإسلامي الحنيف "
» "الحلال كئيب والحرام ممتع".. لماذا؟
» القرضاوي: لا يوجد في الإسلام ما يسمى بـ "الاختلاط"
» "عايش من أجل الأولاد".. عندما يقهرك الواقع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشق الحياة :: الكراميش المشاكسون :: افكار لتربية الكراميش-
انتقل الى:  

Powered by phpBB2 ®https://3shq-al7ya.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر © 2014-2010 جميع الحقوق محفوظة لـمنتدى عشق الحياة

المشاركات المنشورة بالمنتدى لاتعبر عن راي ادارة المنتدى ولا تمثل الا راي اصحابها فقط