بعد الزواج.. هل الرومانسية سخافة؟ في أحد تفسيرات تغير وتحول المشاعر بعد الزواج تقول
أ.نجلاء محفوظ: لابد من تذكر أن الحب يختلف بعد الزواج، فالزوجان أصبحا يعيشان معا، بعكس الوضع قبله، حيث كانا يتقابلان لفترات قليلة، لذا فإن المشاعر تكون متوهجة، فالأمر أشبه بصديق مقرب يبالغ في إظهار حبه لك، فستسعد كثيرا في بادئ الأمر ثم ستعتاد ذلك بل وستراه حقا لك أيضا، أما إذا انتقل هذا الصديق للإقامة معك في الأيام الأولى فلن تجد وقتا للنوم وستقضيان معظم الأوقات في الحديث والاستمتاع بالصحبة، وبعد ذلك ستقل هذه الأوقات تدريجيا حتى تتناقص؛ لأن هذه طبيعة الحياة.
أما
أ.سلمى عبده فتمنح الأزواج بعض الأمل قائلة: قد تكون قلة الكلام والتعبير عن المشاعر طبيعة في الإنسان، وبالتالي فإن تغيير هذه الطبيعة لن يحدث بشكل مفاجئ كالطفرة ولكن عبر تفاعلات بطيئة ومتدرجة، فأفضل طريقة لزيادة احتمال مشاركة شريكك لك فيما تحب هو أن تمارس تلك الأمور أمامه يوميًّا.
وتؤكد عبده أن عدم القدرة على التعبير عن المشاعر لا يعني عدم وجودها بالعكس، ربما يكون الشخص حساسا جدًّا، ومحبا جدًّا، ولكنه يجد صعوبة في إظهار ذلك، والزوجة الذكية التي تقبل زوجها كما هو، وتقتنع بحقيقته وتفتح المجال لعقلها وقلبها لتلمس حب زوجها في أفعاله وسلوكه، فالقرب من الزوج والحنان المتدفق عليه سيفجر طاقات الحب لديه، وستلمس الزوجة من مودته ما يرضيها وبالوقت ستنتقل إليه عدوى الكلام الجميل.
أما عن طبيعة الزواج فهناك بعض النصائح تقدمها
أ.نجلاء محفوظ لكل زوجة تحب زوجها قائلة:
- لا بأس من إظهار التودد لزوجك أو إظهار حبك، ولكن تذكري "ما زاد عن حده انقلب إلى ضده"، فالاقتراب الشديد يقتل اللهفة.
- الابتعاد عن الإلحاح العاطفي على الزوج فذلك يسهم في إنقاص حبه بدلا من زيادته، فنحن جميعا نعطي عاطفيا وماديا بإرادتنا الحرة أضعاف ما يمكن أن نؤديه ونحن محاصرون بالضغوط.
- اجعلي زوجك جزءا مهما من حياتك، وليس محورا تدورين من حوله؛ ولا تتوقعي أمورا غير واقعية فتصابي بالإحباط.
- عودي لممارسة هواياتك، واحرصي على زيارة أهلك وصديقاتك، وزاولي عملا تطوعيا إن لم تكوني تعملين خارج البيت، لتنجحي في التشاغل عن زوجك، وتمنحيه فرصة ليفتقدك.
- توقفي عن تغذية شعورك بالاحتياج إلى حنانه، وازرعي بداخلك الرضا الحقيقي بما يقدمه لك طواعية.
- اهتمي برشاقتك وبجمالك داخل البيت، وتعاملي معه بأنوثة ونعومة في كل تفاصيل علاقتكما، وجددي دائما في أساليب تعاملك معه وفي مظهرك.
أما بالنسبة للزوج فتقدم له
أ.رغداء بندق بعض النصائح لتجديد روح الرومانسية مع زوجته فتقول:
• ادع زوجتك على الغداء، واجلب لها الهدايا في المناسبات ولو باقة زهور بسيطة.
• اطلب منها أن تعد عشاء خفيفا بالمنزل على ضوء الشموع.
• اصحبها لرحلة ما لفترة وجيزة.
• خصص من وقتك بضع ساعات تقضيها معها في سؤالها عن أحوالها وصحتها.
• حاول أن تشرك زوجتك في مجتمعات تستطيع التعامل معها أو تلتحق بجمعية خيرية تفرغ بها نشاطها، وإن استطعت فابحث لها عن عمل تنشغل به ويزيد الشوق بينكما.
. اشتركا معا في أداء العبادات كالقيام والصيام وتلاوة القرآن.
وفي النهاية يركز
د.عمرو أبو خليل على إضفاء حدودا على معنى الرومانسية فيقول: جميل أن يكون الإنسان رومانسيًا بشرط أن تكون هذه الرومانسية ملطفًا ومرطبًا لحياته، بحيث لا تفصله عن الواقع؛ فيضع تصورًا للحياة غير حقيقي، فالرومانسية ليست كلمات معسولة وأضواء خافتة وزهور ملونة.. بل هي التي تعطي للزواج طعمًا ولونًا ورائحة.. ولكن بواقعية تجعل للزواج جناحين يطيران به، وليس خيالاً محلقًا يضيق منه الإنسان كارهًا لحياته الواقعية.. فالتوازن بين الواقع والخيال يجعل الرومانسية شيئًا جميلاً يزيد سعادتنا ولا يشقينا.
منقول - اسلام اون لاين