الرجال أيضا يشكون من النساء..! قلما تجتمع النساء ولا تكون الشكوى من الرجل هي القاسم المشترك في أحاديثهن.. الزوج إما بخيل أو نكدي أو عصبي أو لا يشعر بها وبمتاعبها، وزميل العمل يرى أنه أحق بالترقية منها، ورئيس العمل لا يقدر مسئولياتها خارج العمل..
ومع هذا فللرجال أيضًا شكواهم من المرأة، وتصل شكواهم هذه إلى الدكتور "ثروت إسحاق" داخل عيادة التوجيه الاجتماعي بجامعة عين شمس بالقاهرة … وتتنوع هذه الشكاوى كما يؤكد الدكتور "ثروت" بحسب المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي للرجل من ناحية، وطبيعة العلاقة مع المرأة من ناحية أخرى.
مسرفة ومتحررة
والشكوى من إسراف الزوجة تكاد تكون الشكوى الأولى للأزواج على اختلاف مستواهم الاقتصادي؛ فزوج الطبقة المتوسطة يشكو زوجته التي تنفق كل دخله؛ فدائما لديها قائمة طلبات لا تنتهي: ملابس للأبناء.. مصيف.. هدايا ومجاملات، ولا تدعه يدخر قرشًا واحدًا من دخله يستطيع أن يفعل به أي شيء، ونفس الشكوى من رجل الطبقة الغنية الذي تتمسك زوجته بتغيير أثاث المنزل سنويًا وشراء سيارة آخر موديل عندما تظهر في الأسواق، وفيلا على ساحل البحر لقضاء الصيف.. بينما يرى هو أنه يمكن الاستغناء عن بعض هذه الأشياء ووضع النقود فيما هو أهم وأفيد.
والشكوى من تحرر المرأة أو الزوجة يتكرر في حالتين؛ الأولى عند أبناء الطبقة العليا؛ حيث يرى الرجل أن زوجته يجب أن تكون قدوة لبناته، ولا تُكثر من الأحاديث التليفونية مع الجنس الآخر، أو الجلوس مع مجموعة من النساء والرجال في النادي.. في الوقت الذي لا يجد فيه حرجًا في القيام بنفس هذه التصرفات، أما الحالة الثانية فتكون فيها شكوى الزوج الذي تربى في بيئة ريفية عندما يتزوج من فتاة تعيش في المدينة ولها أصدقاء وزملاء من الجنسين، وتخرج للعمل، ولا تجد حرجًا في القيام ببعض الأعمال دون الرجوع إليه. لا تشعر بي..
هذه الصرخة يسمعها الدكتور "ثروت إسحاق" من كثير من الرجال، ومنهم أساتذة الجامعة أنفسهم الذين يترددون على المركز لقربه منهم داخل الجامعة، و الذين يشكون من عدم تقدير زوجاتهم لطبيعة عملهم الذي يقتضي أن يقضي أستاذ الجامعة وقتًا طويلاً في البحث والدراسة والقراءة بعد العودة إلى المنزل، والزوجة تريد هذا الوقت لها وللزيارات العائلية وللتسوق والتنزه معها.. بل إنه فى الطبقات الشعبية يشكو الزوج نفس الشكوى عندما يعود إلى المنزل فيجد زوجته في اشتباك حادّ مع جارتها بسبب الغسيل أو لعب الأطفال مع بعضهم، وعندما تراه تطلب منه التدخل في الشجار، ويتدخل زوج الأخرى، وهكذا يتورط في شجار وخلافات ليس له يد فيها، في الوقت الذي يريد فيه العودة لمنزله للراحة.
وزوج الطبيبة أو أستاذة الجامعة يشكو نفس هذه الشكوى عندما تريد هي تأجيل الإنجاب حتى تنتهي من الدكتوراه أو الماجستير، وقد يكون العكس، يريد هو تأجيل الإنجاب لظروفه الاقتصادية أو غير ذلك، وهي تريد الإنجاب، وفي جميع الأحوال يصرخ.. هي لا تقدر ظروفي ولا تشعر بي.
أما عندما يكون الزوج أكبر من الزوجة بعدد غير قليل من السنوات فلا تنتهي الشكوى ولا ينتهي الشك.. إذا تجملت فهي تتجمل لغيره، وإذا فتحت النافذة فهي تنظر إلى شخص آخر، وإذا ذهبت لعملها فهي لا تشعر به ولا تريد الجلوس معه بعد أن وصل لسن المعاش.
وعندما يكون الزوج والزوجة في نفس مكان العمل يبدأ الزوج في الشكوى من تصرفات زوجته؛ لأنها تتعامل مع رؤسائها وزملائها من الرجال دون العودة إليه، ويغضب إذا طلب منها المدير القيام بأية مهمة دون أن يأخذ منه الإذن، ويفرض نفسه على أي حديث أو أية مشكلة بين زوجته وزميلاتها أو زملائها..
مستغلة و متسلطة
أما شكوى الرجال من زميلاتهم في العمل فتكون في أنهن دائمًا يردن ساعات عمل أقل لأنهن نساء، والقيام بمهمات أقل في العمل لأنهن سيدات.. أما وقت صرف الأجور فهن أول من يطالب بالمساواة والحوافز والمكافآت.
وإذا كان الرئيس في العمل سيدة فالرجال يرون أنها متسلطة، وأنها غير جديرة بهذا المنصب، وأنها وصلت إليه بطريقة أو بأخرى.. ويشكون دائمًا قائلين: إنه آخر الزمان أن ترأس فيه الرجال سيدة.
ومن أغرب الشكاوى التي يصرخ فيها الرجال عندما تكون الابنة قاسية عليه بعد أن وصل إلى سن كبير، وعندما نبحث عن أسباب تصرف الابنة نجد أنه رد فعل لقهر الأب لها والتفرقة بينها وبين أخيها الذكر أثناء تربيتها الأولى.
أما آخر شكاوى الرجال من النساء فهي شكوى الشباب التي يتهمون فيها الفتيات بأنهن أصبحن ماديات يردن العريس الجاهز، ولا يتنازلن عن المستوى الذي يعشن فيه، وأنهن يحاربن الرجال الشباب في أرزاقهم ... فهن يتقدمن للحصول على الوظائف التي يُعلن عنها بالجرائد، ويحصلن على فرص عمل أفضل بسبب مهارتهن، أو جمالهن، أو ما يمتلكنه من لغات أجنبية استطعن تعلمها مع الدراسة، بينما كان الشباب يذهب لقضاء الإجازة في الرحلات والترفيه
منقول - اسلام اون لاين