أريدها جميلة ومثقفة … النساء ألوان
المشكلة:الإخوة الأفاضل، أشكركم على هذه الصفحة التي تقدم حلولاً عملية وجادة لمشكلات لا نستطيع مناقشتها في أي مكان آخر.
مشكلتي هي أنني تزوجت حديثاً "منذ أسابيع"، ولا أجد في نفسي أية مشاعر حب تجاه زوجتي، وهذا يسبب لي صعوبات في إقامة علاقة جسدية سليمة معها، فقلبي لا يحمل أية عاطفة نحوها، ومع ذلك أجتهد في إشباع احتياجاتها.
أنا معوَّق لكنني مثقف، ولديّ دراسات عليا، وأحب أن أتناقش معها في أمور فكرية، وأحداث الساعة، ولكن ليس لديها أية معرفة في هذا الجانب، وتعليمها وجمالها متواضع، وأشعر أحياناً أنني أسأت الاختيار.
أرجوكم ساعدوني كي تنشأ عاطفة في قلبي تجاهها، وأستمر في الحياة معها.
الحل: د.أحمد العبد اللهالأخ الكريم، صفحتنا هذه تحاول أن تكون مجالاً لتبادل الخبرات والتعلم منها، ومن خلالها نتعلم جميعًا في "مدرسة الحياة"، لا فضل لمجيب على سائل .. فالكل يتعلم ويتطور.
والذين يزورون هذه الصفحة، ويطلعون على المشكلات السابقة لا بد أنهم لاحظوا أن النظرة الجزئية للأشياء هي بالضرورة قاصرة، وقصور النظرة هو مقدمة لخلل حياتي كبير، وألم نفسي عظيم غالباً.
أخي، إن الاختلاف بين البشر هو في أصله نعمة جليلة، ومقدمة هامة لتعارفهم وتآلفهم وتكاملهم، وإذا نظرت إلى زوجتك من ناحية سلبياتها ستجد في نفسك ما تجد الآن من حسرة، وعدم اقتناع أو إقبال عليها، أما إذا نظرت إلى حسناتها؛ فستتغير نظرتك حتمًا.
لقد رضيت زوجتك بالارتباط بك ولديك إعاقة، ولم تشكُ ولم تتضرر، وهي تخدمك وتقوم على بيتك بما يصلحه، ولعلها طيبة الخلق، وتجيد الطبخ، وهادئة الطباع وتحترمك وتقدرك، وتراعي مشاعرك؛ رغم إعراضك الحالي عنها.
تستطيع أن تغير نظرتك إليها، وعندها سيتغير سلوكك ليصبح أكثر إيجابية، وعندها ستتفانى هي أكثر، وعليه يمكنك أن تقوم على تطويرها ثقافيًّا ومعرفيًّا.
يا أخي .. أنت القوَّام على هذه المرأة وراعيها فلا تعجز عن تثقيفها وتجميلها؛ حتى تجعلها شبه كاملة: قلباً محباً عطوفاً، وعقلاً راجحاً يستطيع تكوين رأي أو مناقشة حدث.
الأمر يحتاج إلى إدارة وجهد، فلا تحرم نفسك من حقائق إيجابياتها مقابل البحث المستمر عن سراب الكمال، أو شخصية قد يكون لديها ما تفتقد، ومفقود لديها ما تجد في زوجتك الحالية.
بالحب والود تتغيرَّ نظرتنا للأشياء والأشخاص، ونستطيع تغيير ما نود تغييره، وأرجو أن تبدأ بالثناء على الإيجابيات لتصل يومًا - بإذن الله – إلى إصلاح الثغرات، وتمنياتنا لك بالسعادة فلا تحرم نفسك منها.
منقول-اسلام اون لاين