عاقدو القران.. ومطاردة الأمن العائلي! ما أندر الحديث عن فترة عقد القران التي تتوسط فترة الخطبة، وإتمام الزواج! رغم ما يتخللها من بعض المشكلات، وبعض ساعات الصفا، لكن المؤكد أن أجهزة الأمن الداخلية العائلية تعيش في حالة استنفار؛ مخافة أن يأخذ العاقد ما لا يليق أخذه من شريكه في هذه الفترة.
"إسلام أون لاين.نت" يفرد للعاقدين مساحة للبوح؛ كي ينفضوا عن كاهلهم الهموم والمشكلات المختلفة التي تعترض طريقهم في هذه الفترة، فتعالوا نستمع إليهم..
"قاعدين على نفَسك"
"بعد أن عقدت قراني تصورت أني وزوجتي سنتحرر نسبيا من رجال الأمن الداخلي العائلي؛ حيث إخوة زوجتي الصغار والكبار الذين يلتفون حولي أن وزوجتي عند زيارتي لها، ولا يتركوننا للحظة واحدة لنتحدث فيها في أمر يخصنا وحياتنا المستقبلية. كنت أحترم تصرفهم هذا في فترة الخطبة، أما بعد عقد القران فهذا لا يطاق.. لا يطاق"، بهذه الكلمات بدأنا أحمد (25 عاما ويعمل محاسبا).
ويتابع: أشعر كأني غريب، أو وحش سيرتكب جريمة إذا تركوني وزوجتي؛ لا أريد إلا أن أفهم خطيبتي وتفهمني، وأن تتاح لنا فرصة التخطيط لمستقبلنا، وذلك لن يتم إلا برفع الكلفة بيننا من خلال جلسات منفردة تحت بصرهم لكن من بعيد. ويشير إلى أنه كثيرا ما عبر عن غضبه من هذه التصرفات لزوجته؛ فاعترفت له همسا أنها أوامر عليا من الأم؛ الأمر الذي جعله يكره زيارتها؛ لعدم قدرته على التواصل الحواري معها في ظل هذه الظروف.
وبلهجة حزينة يقول خالد -25 عاما-: عقدت قراني منذ فترة قصيرة، وسيتم الزفاف بعد سنة، كل أمنياتي الآن أن أجلس أنا والزوجة بعيدا عن مئات الآذان التي تسترق السمع لكل ما نقول. أريد أن أتحدث معها في مستقبلنا، أريد أن أجلس وحدي مع زوجتي.. أليس هذا من حقي؟
ويتابع: خروجنا معا ممنوع من دون اصطحاب مرافق يرصد كل حركاتنا وسكناتنا، تحادثنا في الهاتف معناه قيام الدنيا وعدم قعودها. أشعر بأنني وهي غربيان، إننا نتبادل التحية والكلام بطريقة مسرحية.
ويعترف خالد بأن هذا التوتر الذي يحيط به سيؤدي به إلى محاولة تقديمه موعد الزفاف الذي هو غير مستعد له ماديا الآن، أو أن يلغي فكرة الزواج من الأساس.
الأمر الواقع
أما لينا -19 عاما، طالبة جامعية معقود قرانها- فلها في ذلك مشكلة، تقول عنها: "اشترط خطيبي منذ البداية أنه إذا ما أردت البقاء في الجامعة فلن يقوم بدفع مصروفات الدراسة؛ لأن ظروفه المادية لا تسمح بذلك، فأعلنت أسرتي قيامها بهذا الأمر، خاصة أنه لم يبق على تخرجي سوى عام واحد، ولكن بعد عقد القران وحين جاء موعد دفع الرسوم قالوا لي: اذهبي لخطيبك فهو المسئول عنك".
وتضيف: صارحت خطيبي فقال: إنه لا يستطيع مطلقا تنفيذ هذه المهمة، وخيم التوتر على علاقتنا من يومها. أخبرني أكثر من مرة أنه أكثر ما يؤلمه هو خداع أهلي له، وخوفه من استمرار مسلسل هذا الخداع.
أما رأفت -26 عاما- فتمثلت مشكلته في إرهاق أهل زوجته له بالمطالب التي تثقل كاهله، وعنها يقول: ما إن عقدت قراني حتى بدأت المشاكل مع أهل زوجتي تهل، كنا قد اتفقنا على أن يتم الزواج بطريقة بسيطة متواضعة، لكن الحال تبدلت، وصاروا يطلبون لبن العصفور، يجب أن يتم العرس في أفخر وأغلى الصالات، وتجهيز الشقة لا بد أن يكون بأحدث الطرز... إلخ.
ويتابع: ندمت كثيرا بعد إتمام العقد، شعرت أن أهل زوجتي يتبعون معي سياسة فرض الأمر الواقع، في فترة الخطبة وجدت كل التسهيلات، وبعد العقد جاءت العقد والمشكلات.
جنس.. يا حزني!
في أحيان كثيرة يكون العاقدون أنفسهم هم من يخلقون التوتر في العلاقة وليس الأهل كما هو متعارف عليه، وفي هذا تقول سارة -17 عاما-: مشكلتي سببها زوجي؛ فصحيح أن عقد القران يعني أن الفتاة أصبحت ملكا لزوجها، ولكن ذلك لا ينفي أن تكون العلاقة هادئة وحذرة، غير أنه يطلب مني تنازلات جنسية لا تليق ما دمت في بيت أبي، لا يريد تفهم هذا الأمر، إنه بمطالبه هذه يمثل لي أرقا على الدوام.
وتوافق ريما -19عاما- صديقتها سارة في الرأي بقولها: هددت زوجي بفسخ العقد إن استمر في طلباته الجنسية ما دمنا لم نزف بعد، وتشير إلى أن ميل الفتاة تجاه العاطفة في هذه الفترة هو الغالب، أما الرجال فتتركز ميولهم نحو الجنس.
مسئولية الأهل
وتؤكد الدكتورة فتحية اللولو -المحاضرة بكلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة- على الدور المهم للأهل أثناء فترة العقد، مشيرة إلى أن خداع الأهل للخاطب ينعكس سلبا على مستقبل ابنتهم؛ لأن هذا الأمر ربما يدفع العاقد أو الخاطب إلى عدم إتمام الزيجة، ولو استمر في ارتباطه فلن ينسى لهم ما فعلوه معه، وربما استخدمها كورقة ضغط على زوجته في المستقبل.
وتحذر من العواقب الوخيمة لعدم التعامل بحكمة مع مشاكل فترة العقد بقولها: "التوتر يقتل كل علاقة جميلة، ويؤدي بها إلى الانهيار. ولذا أنصح الأهل بأن يترفقوا بأبنائهم، وألا يثقلوهم بالهموم والمشاكل من دون داعٍ"، مشيرة إلى أن الأبناء وحدهم هم من سيدفعون ثمن انتهاء العلاقة إذا تعنت الأهل الذين يتعين عليهم رعاية أبنائهم العاقدين والخاطبين حتي يصلوا لبر الأمان.
منقول - اسلام اون لاين